ملحمة طبية بطولية بحميات دمنهور ومستشفى إيتاى البارود
– الأطباء أعادوا الحياة لطفل العامين.. لدغته كوبرا قاتلة
– عضلة القلب توقفت.. الدموع انهمرت.. وصلاح أعاد الأمل بانعاش رئوى وأنبوبة حنجرية
-الغنام تواصل مع سموم الإسكندرية.. وإيتاى كللت الجهود بعزف أجمل سيمفونية
كتب – محمد جرامون:
رغم أن بين قريه نديبه ومستشفى حميات دمنهور لا تتعدى عدة كيلو مترات ولكنها مرت كالسنين على أهل الطفل الذي لايتجاوز عمره العامين.. وكم تمنت أسرته لو كان لديهم بساطا سحريا ينقلهم في لحظه لمستشفى حميات دمنهور. ولم تكن الثواني والدقائق تمضي ، بل كأن الزمن توقف أو أصابه عَطبٌ وسكون فكانت الثواني والدقائق تمر عصيبةً عليهم كأنها الدهر كله ، ويتسابقون مع الزمن للوصول للمستشفى ، ويتملكهم الخوف والهلع والحزن على طفلهم الذي يصارع الموت ويواجه مصير مجهول بعد أن لدغته كوبرا كبيره الحجم.. الدعوات و التضرع إلى الله كان سلاحهم وكذلك الأمل في الفالطبي بالمستشفى ليعيد لهم ولطفلهم الحياة من جديد.
وبمجرد وصولهم إلى باب المستشفى سارعوا متلهفين الوصول إلى الإستقبال وهم ينظرون إلى الطفل بحسرةٍ وألم خوفاً من المصير المجهول ، والفاجعة المؤلمة .
واستقبل الأطباء الطفل وتم حجزه بالإستقبال.. حيث قاموا بإجراء التعليمات والبروتوكول المتبع من وزارة الصحة ، واعطائه العلاج اللازم .. وسحب كافة التحاليل الطبية من غازات بالدم وسيوله وصوره دم ووظائف كلى .
وفوجئ الأطباء بتوقف عضلة القلب.. وهنا ظهرت ملحمة بطولية جسدها الدكتور محمد صلاح ، الذي لم ييأس ، وقام بعمل انعاش قلبي رئوي ، وتركيب انبوبة حنجرية ، ليعود قلب الطفل للنبض من جديد.. فيما قام الدكتور محمود الغنام مدير المستشفى بالتواصل الدائم طوال الليل مع المسئولين بالمديرية لتوفير المصل اللازم.. كما قام بفتح قناة اتصال مع أساتذة السموم بجامعة الإسكندرية ، ليستفيد من خبرتهم.. وعندما أرسل لهم صورة للثعبان بعدما قام أهل الطفل بقتله ، أفاد أساتذة السموم بأن هذا ثعبان كوبرا ، وتم التعامل مع الطفل واعطائه المصل اللازم حسب تلك المعلومة، حيث تم اعطاؤه ( ٢٠ ) جرعة من مصل الثعبان ، وبفضل الله استقرت حالة الطفل ، وعندها تنفس الجميع الصعداء وتم التنسيق الفوري مع مركز السموم بمستشفى ايتاي البارود لنقل الطفل إلى هناك لاستكمال العلاج بوحدة السموم..وبالفعل وصل الطفل إلى مستشفى إيتاى وهو يعاني من هبوط حاد في الدورة الدموية وتدهورت حالته بشدة وجرى التعامل مع الحالة وفق البروتوكولات العلمية وحجزها بوحدة السموم ووضعها علي جهاز التنفس الصناعي، وقام الفريق الطبي بإعطائه ( ١٠ ) جرعات إضافية من مصل الثعبان مع المتابعة المستمرة والدقيقة للحالة ، تحت إشراف الدكتورة رباب بركات، رئيس وحدة السموم بالمستشفى حتى استقرت حالته وغادر المستشفى بصحبة أهله وسط فرحة عارمة بسلامة الشفاء والرجوع للمنزل بعد تلك المعاناة الرهيبة التى عاشوها خلال تلك الفترة .
هذا وقد أشاد الدكتور هاني جميعة وكيل وزارة الصحة بالبحيره بجهود ونجاح الفريق الطبي المشارك فى انقاذ الطفل ، وعلي سرعة ما تم من إجراءات طبية ساعدت على انقاذه ، مؤكدا أن ذلك يأتي فى إطار اهتمام الدولة المصرية بتطوير المنظومة الصحية والعلاجية لتقديم خدمات طبية متميزة .
وأعرب وكيل الوزاره عن خالص شكره وتقديره للفريق الطبى بحميات دمنهور ومستشفى ايتاي البارود ،وفريق التمريض ، وكافة الفنيين والعاملين بهما ، تقديرا لمجهوداتهم ودورهم الكبير في تقديم خدمة طبية ذات جودة تليق بالمواطن المصري .
وأكد الدكتور حمودة الجزار وكيل المديرية أن ذلك يأتي في إطار التطوير المستمر للخدمات الصحية المقدمة لأهالي البحيره وتذليل كافة العقبات أمام الحالات الحرجة و الطارئة ، مهما كانت من أجل تقديم خدمة طبية جيدة بمستشفيات البحيره .